السبت، 28 يونيو 2008

تابع تجربة "بنت مصرية" مع الاعاقة (2)

حينما وعيت على الدنيا وجدتنى أرقد بين جدران المنزل مكبلة بالجبس فى كلا الطرفين السفليين ..لا أستطيع الحركة وأشعر بألم رهيب ونظرى دائمآ الى أعلى وكأننى أناجى ربى وأطلب منه رفع البلاء أو تخفيفه عنى . لقد وقعت فريسة فى يد طلبة امتياز من دارسى كلية الطب والذين لم يدخروا وسعآ فى تجربة كل الطرق الغير مألوفة لعلاج الأطراف المصابة حتى أنهم ادعوا أننى لست بحاجة الى اجراء عمليات ولكنهم سيقومون بتقويم الركبة المتيبسة عن طرية الجبس
كنت أبلغ من العمر 3 سنوات وكنت أصرخ ليل نهار .. لا أنام من فرط الألم .. أبكى وأبكى وأبكى ولا أعلم شيئآ سوى أننى فى عذاب !!! لماذا؟؟؟ لا تستطيع طفلة فى مثل هذه هذه السن الادراك أو معرفة ما يحدث الا أننى أتذكر جيدآ الألم وشدته
كانت أمى تعانى وتتألم من رؤيتى فى هذه الحالة .. فتأخذنى وتذهب بى الى معهد شلل الأطفال فيخبروها أننى بخير وأننى يجب أن أظل فى الجبس لمدة 6 أشهر , ثلاث أشهر من العذاب مرت كالجحيم كنت قد ذبلت فيها وأصبحت كالهيكل العظمى وقررت أمى بعد انقضاء هذه المدة أن تجعلهم يقومون بإزالة الجبس لأنها لم تعد تتحمل رؤيتى أئن وأتألم ليل نهار . وبالفعل تم إزالة الجبس وقررت أمى أنها سوف تتركنى لفترة بدون عرض على الأطباء حتى أكبر قليلآ وأدخل المدرسة ( البقية ستأتى لاحقآ

الجمعة، 27 يونيو 2008

تجربتى الشخصية مع الاعاقة (البداية)

كنت فى الثانية من العمر عندما باغتنى المرض , كان أبى قد توفى حديثآ عندما شعرت ببعض التعب والاعياء وأصابتنى الحمى . لم تتردد أمى فى الذهاب بى الى الطبيب الذى أعطانى بدوره حقنة لخفض الحرارة ثم عادت بى الى المنزل وبالفعل انخفضت الحرارة ولكن...
عندما حاولت أمى ايقافى لم أستطع فكررت محاولاتها فى تمكينى من الوقوف ولكن هذا لم يحدث , انزعجت أمى وهرعت بى الى الطبيب نفسه لعله يستطيع فهم ما يحدث . نصحها الطبيب بالاسراع الى المستشفى لأننى ربما أصبت بشلل الأطفال .
ذهبت أمى الى المستشفى وهى فى حالة فزع من المصير المجهول للابنة , وانتظرت الجواب من الاطباء الذين أكدوا أننى قد أصبت بالفعل بشلل الأطفال وأرادوا رؤية روشتة العلاج التى كتبها الطبيب الأول ليتأكدوا اذا ما كان العلاج الذى تلقيته هو السبب فى هذا الشلل وأخبروها أنه قد أخطأ فى اعطاء الدواء المناسب للحمى التى أصابتنى وأنه ربما تكون هذه الحقنة هى التى أدت الى الاصابة بالشلل و هناك احتمال آخر بأن أكون قد التقطت فيروس شلل الأطفال من شخص كبير حامل للمرض ولكنه ليس مصاب به من خلال تواجدى وسط الزحام فى سرادق العزاء المقام بسبب وفاة والدى حيث أن الفيروس ينتقل من خلال الرذاذ الخارج من فم الشخص الحامل للمرض ويصيب فقط الأطفال لأن مناعتهم أضعف من أن تقوم بمقاومته .
كانت هذه هى البداية ..بداية عهدى مع الحياة وبداية رحلة من المعاناة مع المرض . (يتبع to be continued )

الخميس، 26 يونيو 2008

وليه تسكتى زمن ..اتكلمى!!

النهاردة بس قررت أخرج من سجن الاعاقة واحرر نفسى من قيودها..النهاردة بس قررت أنهى استسلامى لها وأتمرد و أقول كفاية تعبت .. ليه دايمآ حاسه بالعجز وعدم الثقة بالنفس لدرجة انى حتى خايفة أقول اللى جوايا ؟ ليه بسمح للأحاسيس السلبية والانكسار والرغبة فى الانعزال والانسحاب من وعن المجتمع انها تسيطر عليا وتخلينى عايشة فى سجن وخايفة دايمآ من المواجهة ؟
من النهاردة أنا هقول وهتكلم وهعبر عن أحاسيس المعاقين واتمنى انهم يعملوا زيى ويخرجوا من عزلتهم ويتكلموا عن نفسهم بدل ما يسيبوا غيرهم يتحكم فيهم ويسميهم على كيفه ويدرسهم ويعملهم فئران تجارب ويطلع بنتايج مشكوك فيها لأنه مش واحد من المعاقين دول ومستحيل يعرف احساسهم الا اذا كان هوه نفسه معوق زيهم .
اتكلموا بأة.. اتكلموا !!!

روابط مفضلة :